2011/12/29

الميدان عنواني والدقّاق حارتي


مساء يوم الأحد 18 كانون الأول 2011 انهالت عليّ الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشييع فتاتين في دمشق ... تضاربت الأنباء حول قصّة استشهادهما ... بعضهم قال أنّ الأمن صوّب رصاصه نحو مسيرة طلابيّة، وأنّ إحدى الشهيدتين طفلةٌ لا تتجاوز العاشرة ... بعضهم قال أنّ الأمن خطف الجثتين ولن يكون هناك تشييع ... وبعضهم خلص إلى أنّ إحداهما لا تزال حيّة جريحة في أحد المشافي ... لكنّ الجميع كان متّفقاً على التوجّه إلى الميدان للتشييع أو التشييع الرمزي لا فرق .. الكلّ غاضب وهي فرصةٌ للتظاهر بكثافة.
في الصباح استيقظت على حلمٍ مزعجٍ جدّاً، كان أصدقائي بحاجة لي ينادوني من كل الجهات،  لا أستطيع تمييز ما يريدون، أحدهم أرادني أن أكون بينهم في دمشق .
آلاف الأميال بعيدة عنهم ، لم يكن لي حيلة إلاّ أن أتشبّث بجهازي الالكتروني علّه يستطيع أن يبثّ لي شيئاً مما يحصل هناك .. أقلّب صفحات الفيسبوك وأقرأ سطوراً خربشها أصدقائي قبل أن يخرجوا للتشييع ... نصف ساعة مرّت لا خبر ولا شيء أستطيع تتبّعه ... إلى أن صادفتُ على التويتر رابطاً لبثٍّ مباشر من هناك ...
هنا الميدان الشاشة ملآى بالبشر والأصوات تتصارع عبر الأثير الالكتروني الرّث لتصل إلى حيثُ كنتْ... انفصلتُ للحظاتٍ عمّن حولي وشعرتُ كأنّي بينهم ... أهتف كما يهتفون وأتنفس الترقّب ...
كان ذلك اليوم بدايةٌ لأسبوعِ انتفاضةٍ في دمشق، ليس الميدان وحدها بل معها القدم والزاهرة وركن الدين وبرزة و و و ... كنتُ أتابع كلّ حدث، أبحث عن رفاقي ، أحسدهم وتقتلني كلّ دقيقةٍ حقيقة أني لستُ بينهم .

في آخر الأسبوع وفي محاولة من النظام لتضليل الإعلام ولجنة المراقبين العرب المرسلة إلى سوريا استطاع بسيناريو معين تفجير مركزي أمن هامّين ضحاياه دماءٌ سوريّة .

عدتُ إلى دمشق وكانت انتفاضة الأسبوع المنصرم قد خمدت، رائحة الدمّ السوريّ المُراق في الميدان والقدم وتفجيري كفرسوسة والجمارك تعبق في دمشق، كان للمدينة وجه آخر صامتٌ حزينٌ جريح، حتى أعتقدتُ أنّ الطوق الأمني الذي فُرِض بعد التفجيرين استطاع إسكات المدينة ...

غداً الخميس دعواتٌ أخرى للتوجّه بأعدادٍ كبيرة جداً نحو الدّقّاق وشارع أبو حبل في الميدان في مظاهرةٍ سُمّيتْ بمظاهرة الكرامة لِتثبتَ دمشق للمراقبين العرب سلميّة ثورتها وحقيقة ما حصل الأسبوع الماضي في شوارعها... بالمقابل أطلق مؤيّدي النظام دعواتٍ لمسيرة تأييد في نفس المكان قبل ساعةٍ من موعد المظاهرة كما سمعت أنباءً عن فرض طوق أمنيّ شديد على المنطقة... فرحي الآن بمظاهرة الغد ليس لوجود المراقبين (أصلاً لم يؤكد مجيئهم بعد)  لكنّ فرحي بأنّ دمشق (وكعادتها) خبّأت لي بعضاً من الإثارة وربّما الغاز المسيل للدموع ...

نعم أنا شوفينيّة بحبّ دمشق حتّى ولو كانت تحت الطوق ... غداً الميدان عنواني والدّقّاق حارتي ... 

2011/12/06

رزان غزّاوي ... درس في الإنسانيّة


رغم أنّي نشرت بيان زملاء رزان في التدوين السوري لكنني (كفلسطينيّة) شعرت أنّ عليّ أن أكتب لها المزيد ، ربّما لأنّي (كفلسطينيّة أيضاً) أدينُ لها بالمزيد...

كثيرٌ من المشاعر تعتصر قلبي منذ لحظة سماعي للخبر، جميعُ المحاولاتِ لكتابة أيّ شيء باءت بالفشل .. سطورٌ كُتِبت ثم مُسِحت لسخافتها وعُقمها ...  

ماذا كنت تفكر عندما ضغطت على الرابط الذي أوصلك إلى هنا ؟؟!! أتتوقع أنّي أستطيع كتابة ولو سطر واحد ؟؟!!

غادر هذه الصفحة ... أتركني مع أحزاني وجرّب الضغط على هذا الرابط علّك تأخذ درساً في الإنسانية 




2011/12/05

الحريّة للصديقة و المدونة رزان غزاوي #FreeRazan




بالكاد تنفّسنا الصعداء بعد الإفراج عن زميلنا حسين غرير قبل أن يعود اختناق الغضب والحزن ليذكّر صدورنا بواقع القمع والكبت وعبادة الصّمت الذي نعيشه.. وردنا خبر اعتقال زميلتنا رزان غزّاوي.
رزان غزّاوي
سوريّة بامتياز.. سوريّة بعملها المحموم للمرافعة عن القضية الفلسطينيّة وﻻجئيها في وسائط الإعلام اﻻجتماعي باللغتين العربيّة واﻻنكليزيّة، سوريّة بالتزامها بكل قضايا التقدّم والعدالة اﻻجتماعيّة والمساواة، سوريّة بوقوفها مع الأحرار في طريقهم لنيل الحرّية والكرامة.. رزان صوتٌ ﻻ يريد له الصمت إﻻ أعداء الحقّ والكرامة والعدالة والحرّية.
نطالب السلطات السوريّة بالإفراج الفوري عن رزان غزّاوي وعن كلّ معتقلات ومعتقلي الرأي والضمير والكرامة، ونحمّلها مسؤوليّة أي أذى قد تتعرّض له، كما نطالبها بكف سياسة القمع الإرهابي الرعناء بحق المواطنين السّوريين، وندعو جميع أنصار الحقّ والحرّية للتضامن مع رزان غزّاوي، معنا، مع سوريا..!