2011/08/21

بحصة في أزقّةِ دمشق : سلسلة جديدة تحمل بعض القصص والكثير من الحب لمدينة لن تموت يوماً ... تابعونا ...

بقيتُ وقتاً طويلاً في البداية أتابع أخبارَ الحِراك السلميّ السوريّ بشغف، أشاهدُ كلّ يومٍ المقاطع المصوّرة للمظاهرات ،وأرصدُ خارطة التحرّكات... كان تحرّك دمشقَ خجولاً اقتصر على الشّباب الأشدّاء وأطراف المدينة...
 أحدّق في وجوه الفيديو المكفهرّة ... لا وجه يُشبهني ... وأقتنع أكثرَ باستحالةِ كوني بينهم يوماً.
أخرج من الغرفة وأعود إلى حياتي... أدوّر رأسي في المدينة أرى وجوه دمشق هي ذاتها نفس الوجوه التي أراها دائماً في حارات دمشق القديمة ومقاهيها الحديثة، أصادفها في مهرجان الجاز وحفلات الرّوك، ودار الأوبّرا والمسارح أحياناً ونلتقي جميعاً في مدرّجات الجامعة.
أتذكّر: هؤلاء أيضاً لا يشبهون أولئك المتظاهرين !!!!
صمتٌ غريبٌ يلّف المدينة عدا الصدى البعيد للأطرافِ المنتفضة...

في النصف الثاني من أيّار، أتعبني الصمت حملت أحلامي ووثيقة لجوئي وغادرت دمشق في أوّل خطوات البحث عن بديل وتوجهت حيث تقيم عائلتي خارج سورية .
من هناك تابعت أخبار سورية لحظة بلحظة، الانتفاضة الشعبيّة تزداد وتزداد وآلة البطش تمعن في القمع والإذلال... وفي زوايا مواقع التواصل الاجتماعي لمحت دمشقَ تغلي شيئاً فشيئاً، تستهجن وتستنكر وأصدقائي يكتبون ويكتبون .....
شدّني الحنين إلى دمشق فلم يكن إلّا شهرٌ واحدٌ لأعود وأجد دمشقاً أخرى كسرت شوارعها الصمت، وغادر أصدقائي دار الأوبّرا والمسارح.

تكاثر المحتجّون ولم يعد الصمت مشروعاً، فعبّروا عن غضبهم بطرقٍ عدّة:
خرجت الأحياء الشعبيّة القديمة عن بِكرة أبيها (مثل ركن الدّين وبرزة والميدان) خرجت بمظاهراتٍ قويّة وأعدادٍ كبيرة وتنظيمٍ لابأس به ، يتطوّر مع تكرارِ التّظاهر جمعةً بعد أخرى.
وفي شوارع المدينة الأخرى انتشر الشباب المستنكر بمظاهراتٍ صغيرة دُعيت بال(طيّارة) هدفها إعلاميّ بحت وترغب بإرهاق الأمن وجسّ نبض الشارع المحيط وموقفه تجاه الحراك والتظاهر.
كما ساهم بعض الشباب بتحرّكاتٍ صامتة هدفها إثبات الوجود وفرصةٌ لتعارف الشباب المنتفض.  
وبالتأكيد كان للتحرّك الالكترونيّ وصفحات مواقع التّواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر وغيرها الدّور الكبير في تنظيم ورصد هذا الحراك.
وكانت تلك بداية التّغيير الفعليّ في دمشق...

بحصة حاولت كغيرها رصدِ هذا التّغيير، وستَنقُل لكم عبرَ سلسلة المقالات القادمة صورةَ الحراك من زاويتها.
سلسلة " بحصة في أزقّة دمشق " هي سردٌ لبعض ما حصل معي في شوارع دمشق، في كلّ زاويةٍ قصّة و كلُّ قصةٍ  تزيد من مكانة دمشق في قلبي أكثر فأكثر... قد تجدون بعض المقالات طويلةً بعض الشّيء لكن اعذروني فلكل تفصيل صغير أهميّة ....

ستضاف الروابط لحلقات السلسلة في أسفل هذه الصفحة.

ليست هناك تعليقات: