2011/11/14

بحصة في حمص ... سلسة متواضعة تنقل بعضاً مما رأيت وسمعت في حمص

أستيقظ أوّل أيّام عيد الأضحى - ككلّ صباح - أعدّ ضحايا الليلة السابقة وأحاول تنبّؤ الرقم لليوم، أرفض تهاني العيد بغضب من أصدقائي..  أيّ عيدٍ هذا نستقبله بالدماء ودموع الثكالى.

تحاول شوارع دمشق التظاهر منذ الصباح لكن صوت المراجيح كان أعلى، لا بأس... على الإنسان أن يعيش مهما كانت الظروف وعلى الثورة ألاّ تعيق الحياة ... هكذا حاولت تبرير ضحكات الأطفال ومظاهر العيد حولي.

أسمع الأنباء من حمص .. تذكرت شاباً تعرّفت عليه مؤخراً فلسطينياً مثلي أجّل حلمه الفلسطيني وانضمّ إلى ركب الثورة.. كان قد أخبرنا يوماً أنه ذهب إلى حمص، تظاهر هناك وعاد منتشياً، قال يومها : " من لم يتظاهر في حمص لم يتظاهر أبداً "

لم لا ... إنّه العيد لاعمل لديّ أو ارتباط ومن السهل جداً الدخول إلى حمص بحجّة " العيد " فلنذهب إلى حمص إذاً...

أخبرتُ صديقي فأبدى استعداده في أيّ لحظة، وطلب منّي أن أنتظر ريثما يتواصل مع شخصٍ من حمص يؤمّن لنا دخولنا ومكوثنا هناك ....

عدتُ إلى المنزل مساءً، فتحتُ التلفاز: " الهيئة العامة للثورة تعلن حمص مدينة منكوبة" ويتلوها صوت قصفٍ مدمّر ..
فتحت حسابي على التويتر فتوالت الأخبار حول هول هذا القصف ... خبراً بعد خبر :

  •  أنباء متواترة عن قصف شديد لم يسمعه أهالي حمص من قبل، لدرجة أنه ينبه أجهزة إنذار السيارات الواقفة على بعد 2 كلم من حي بابا عمرو #Syria #SOS
  • #Syria #Homs أصوات الانفجارات مستمرة بنايتنا عم ترقص وقب دقائق اتصل صديق من منطقة بستان الديوان ليخبرني بانفجار قنبلة بالقرب من غرفته
  • أصوات الانفجارات القادمة من بابا عمرو مرعبة.. مرعبة... . الصوت مسموع بمعظم الأحياء. البيوت عم تهتز من أصوات الانفجارات.. #HOMS
مرعبةٌ كانت هي الأخبار بالنسبة لشخصٍ ينوي الذهاب إلى حمص بعد ساعات!!!  يتّصل صديقي ليخبرني أنّ كلّ شيء جاهز وسننطلق غداً عند الظهيرة كما سينضمّ إلينا بعض أصدقائه  .. أقاطعه: "حمص تحت القصف الآن"، يضحك ويقول "بعرف".. يغلق الخط ويتركني في ذهول !

ظهيرة اليوم التالي ذهبتُ إلى منزل صديقي، كان هناك شابّين وفتاة لا أعرفهم.. شابٌ سيرافقنا إلى حمص و الشاب الآخر جمع أسماءنا أرقامنا ووعدنا أن يفتح لنا صفحات "شهداء" على الفيسبوك في حال تأخرنا إلى ما بعد منتصف الليل .. في الطريق إلى خارج دمشق انضم إلينا شاب ثالث 

انطلقنا فتاتين وثلاثة شبّان باتجاه حمص المدينة المنكوبة...

ليست هناك تعليقات: