2011/05/16

إلى كل ممانع حاول إسكاتي

في الصباح توقظني رائحة الياسمين، أرفع رأسي فأتذكر العمل، و يتلاشى حلمي مع أوّل رشفة من فنجان القهوة الصباحية.
أخرج لأمشي في شوارع دمشق وأتنشّق هوائها، أدرس في الركن الشمالي الشرقي للمدينة، وأعمل في ركنها الغربي الجنوبي، وأمارس حياة عشرينية سورية فيما بينهما، مثلي مثل أي سوري آخر.
في الليل لحظة أضع رأسي على وسادتي الريشية، يستيقظ الفلسطيني الذي في داخلي، ويشدّني الحنين إلى أبيات محمود درويش فأنام وأنا أرتّل بعضاً منها، أحلم بعكّا وأقفز بين الكروم، يرفعني جدّ تخيّلي بين يديه، و يأخدني إلى جدّة تخيّلية هي الأخرى تخبز الخبز وتبتسم.

تلك هي فلسطين، وطني الحلم ذلك الذي كلّ ما أعرفه عنه كفيل بإقناعي أنّه سيبقى حلماً لفترة...

أجل أعترف تندّس في جيبي وثيقة لاجئ ماذا يعني ذلك ؟؟!!
أتعتقد أنك سوري أكثر منّي لمجرّد أنك تحمل تلك الهوية التي لا تستهلك من البلاستيك أكثر من تذكرة إقامتي !!! ومنذ متى كان الانتماء مرتبطاً بقطعة بلاستيك؟ أليس الإنتماء شعور وإخلاص وولاء!
عفواً منك لكنك لن تستطيع الحؤول دون ذلك الانتماء العارم في داخلي لسورية ... ولست أنت من يقيّم هذا الانتماء،  و إن كنت أحد الأصوات في سورية فصدقني هناك أصوات أخرى، ويوماً ما قريباً جداً ستعلو جميع هذه الأصوات أعلى من صوتك.

ليست هناك تعليقات: