2011/05/31

حمزة ... أطفالنا... والرسالة المبطنة

في السابع والعشرين من أيار 2011 يظهر على شاشات التلفزة ومواقع نشر الفيديو تسجيلاً مصور لجثمان طفل لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وقد امتلأ جسده بالكدمات و التشوهات واخترقته ثلاث رصاصات و كسِر عنقه، ليس ذلك فحسب بل انتهكت براءته و قطِع عضوه التناسلي...

هو حمزة علي الخطيب، طفل اعتقله رجال الأمن السوري في أواخر نيسان 2011 بحجة " مطالبته للحرية " لاأعلم بالزبط كيف من الممكن لفتى كحمزة أن يطالب بالحرية ، كل ما أعلمه انه لم يتجاوز الرابعة عشر وتلك هي المعلومة الوحيدة المفيدة.

بدأ السجال الإعلامي بين مندد متهم و متملص معاند، وأفاد محللون أن حمزة سيكون بوعزيزي سورية وأن سقوط النظام من بعد مرأى تلك الصور هو أمر حتمي يفصلنا عنه بعض الوقت...

سبت الشهيد حمزة، هكذا أطلقوا على مظاهرات السبت الذي تلى عرض تلك الصور مستنكرين منددين رافضبن، وفي يوم الأحد تناثر الأطفال في الشوارع ظهراً وهم بثياب المدرسة يحملون صوراَ ولافتات و يستنكرون قتل زميلهم، ثم يسرعون إلى منازلهم للتحضير للامتحان.

وفي الخارج منظمات حقوقية وانسانية يوثقون الصور ويضيفون اسم حمزة إلى قائمة طالت ولم تغلق بعد...

مشهد دموي أليس كذلك ؟!! عذراً هذه هي الحال في الآونة الأخيرة....

لكن من هنا يتردد السؤال: مئات المفقودين في سورية لا يعرف مصيرهم حتى الآن إن كانوا قتلى أو جرحى أو معتقلين، ولكن  حمزة يعود إلى المنزل بجسده الغض المدمّى بعد شهر من فقدانه !! ألم يستطع من قتله رميه في إحدى مقابره الجماعية ؟!! أو مواراة جثته في حي بعيد أو ربما محافظة أخرى ؟؟!!!

لم يكن مجيء حمزة عبثياً ،حمزة أرسل إلينا جميعاً، أرسل شخصيا يحمل رسالة ممن أطلقوه، حمزة يؤكد للجميع أن العنف في سورية ومنذ بداية الأزمة كان استراتيجياً مخططاً ومنظم، هم قصدوا عمداً أن نراه حتى نخاف ونتعظ وربما نتراجع، أرسلوه تهديدا وترهيباً، والوحشية التي قتل بها هي مجرد حلقة جديدة من حلقات الحل الابتكاري الذي ابتدعه النظام لمواجهة هذه الأزمة ، نظام ضحى بمثقفيه وفنانيه وجنوده و هو الآن يضحي بأطفاله... في سبيل ماذا ؟ وإلى متى ؟ لا أعلم !

يجدر الإشارة أنه وفي صباح التاسع والعشرين من نفس الشهر أي بعد يومين تسقط الطفلة هاجر الخطيب شهيدة جديدة و يجرح خمسة من أخوتها وأبناء عمومتها في إطلاق نار على حافلة أقلتهم في طريقهم للمدرسة.

هناك تعليق واحد:

....فشة خلق..... يقول...

حمزة كان جرحاً عميفاً تمنيت لو كان آخر جرح في قلوبنا لكنهم أتبعوه جرحاً جديداً وطعنة أعمق بإغتيالهم براءة إبراهيم وإبتسامة هبة وشباب ايهم وزادونا لوعة على لوعة وحرقة على حرقة وألماً على ألم...