2011/06/02

ولادة من الخاصرة

توجّهت عدسات الكاميرا اليوم إلى أنطاليا في تركيا، حيث اجتمع سوريون وأشلاء سوريون للبحث في إخراج الشعب السوري من الأزمة التي يمر بها، لتتفاجأ تلك الكاميرات بحالةٍ أخرى من حالات التخبّط والارتباك، اللتين أصبحتا سِمَتين تلازم السوري أينما كان في بقاع الأرض.

هناك في أنطاليا لم يختلف المشهد كثيراً عمّا هو في سورية: غرفة تجمع مزيداً من اللاعقلانيين البعيدين كل البعد عن الخطاب السياسي التنظيمي المؤسساتي، لا بل وتصيبهم نفس نوبات الهتاف والتصفيق تلك التي تصيب أعضاء مجلس الشعب السوري في دمشق. كما اصطدمت الكاميرات بحالات انفصام شخصية حادة أصابت البعض ممن نفى أن يكون ممثلاً رسمياً لجماعته، وأنه قد جاء بدافع الفضول الشخصي البحت، ليخذله مُرسليه مساءً ويعترفون بأنه ممثل ومبعوث رسمي. وفي طرف القاعة مظاهرة عباءات لم تحمل الرمال السورية بين طياتها، إنما حملت أحلام لابسيها بالعودة إلى أمجاد العشائرية والقبلية.
 ليس ذلك فحسب، بل تراجع المؤتمر عن هدفه الأساسي، و أعلن أنّه من المبكّر أن يفكّر بتشكيل مجلس انتقالي أو لجنة رسمية، وأعلن أنّه قطع المسافات، وتحمّل الصعاب، وعرّض نفسه لخطر مؤيدي النظام (الذين وصلت أيديهم وصورهم إلى أنطاليا)، كل هذا في سبيل أن يقف مع الشباب السوري ويبحث سبل مساعدة حراكه في الداخل.

ببساطة فَشل هذا المؤتمر باستمالة فئة قادرة على توصيف الوضع السوري، وتقديم المبادرات العقلانية، الواضحة الهدف، الصريحة الخطوات. واكتفى بجمع أناس أيقظت فيهم فيديوهات اليوتيوب بعضاً من إنسانيتهم، وذكّرتهم الشاشات بقصص مؤلمة وملامح جلادين سابقين...
كان المؤتمر هو وجه آخر لخطاب بعيد كل البعد عن واقع الشارع السوري وطموحاته وآماله في الحصول على ما تبقّى له من كرامة وإنسانية ...
إنّ ما نشهده اليوم في أنطاليا يؤكّد على أن الشعب السوري (بنظامه ومعارضته) بحاجة إلى الكثير من الوقت، وربّما الدم، حتى ينطلق إلى خطاب سياسي ديمقراطي عقلاني، يمكن أن ينتقل بسورية والسوريين من أيدي رجال الأمن إلى صناديق الاقتراع.

أعرف أنه من الظلم أن أحكم على مؤتمر أنطاليا وهو لا يزال في ساعاته الأولى، وكان من الأولى بي أن أنتظر حتى أسمتمع إلى البيان الختامي على الأقل، لكن اعذروني ما شاهدته اليوم أجبرني أنو بئ هي البحصة من تمي

بانتظار بحصة ما بعد البيان الختامي علها تستطيع إنقاذ الجرة السورية قبل الانكسار ...  وبحصة بتسند جرة

ليست هناك تعليقات: