2011/06/18

غريب بين أهداب الوطن

حوار دار بين شخصين عاديين صباح  أحدٍ ما في دمشق :

 - والله يا أخي صارت عنّا بالجامع شغلة غريبة يوم الجمعة، أوّل مرّة بيصير عنّا هيك
 - بالله !! شو صار ؟؟
 - كان الشيخ عم يخطب ومتل العادة بعد كل خطبة بيدعي للوطن وللقائد ... وهوّعم يدعي للرئيس ...
 - إيييه ؟؟؟
 - نط واحد من اللي ئاعدين وصار يصرّخ بلا كولكة شيخي..
 - بالله ؟!!! أنت كنت هنيك ؟؟؟
 - إيه إيه كنت عم صلّي أنا
 - ايه شو صار بعدين ؟؟
 - بعد ما سمعوا العالم هيك نط تنين من هون وتلاتة من هنيك وصاروا يصرخوا الله عالظالم الله اكبر
 - إيييييييه ؟؟؟؟
 - ايه شو ايه !! اصفر وشّو للشيخ وأقام الصلاة ولفلف السيرة.
 - وبعدين شو ساويتو انتو؟؟
 - نحنا؟ ولا شي صلّينا وطلعنا
 - لك كيف بتطلعوا؟؟؟  ما بتعرفون لهدوك اللي صرخوا ؟؟
 - مبلا
 - ايه اضربوهن
 - شو نضربون ما نضربون يا أخي حرام ما عملوا شي الشباب
 - لك كيف ما عملوا شي هدول مندسين جايين يعملوا فتنة ويخربو
 - لك شو مندسين ما مندسين يا أخي كلّون هالكلمتين اللي حكوهن وبعدين أقمنا الصلاة وراح كل واحد بسبيلو
 - ئال ما عملوا شي ئال !! انا محلكون بطعميون ئتل ليفرئوا

هذا هو حال الشارع السوري الكل مباح له ان يضرب ويقتل ويخرس أيّ مندس يلوح في الأفق، فهو إذ يفعل ذلك باسم الدفاع عن أمن الوطن واستقراره، ولا لأحد أن يردع الوطني عن مهّمته فالوطن في خطر وكلّنا جنوده.
هنا في دمشق ما هو أعنف من الدبابات يمشون بين الناس ويوزّعون النظرات الحاقدة على المارّة، هنا تلاشت ملامح المدنيّة وغابت أدنى حدود الحريّة تلك التي يصرخ الجميع من أجلها. أصبح العنف مباحاً في الشوارع، جرائمَ أقبح من جرائم الشرف، جرائمَ لاقت نفس صمت جرائم الشرف أيضاً، تلك ما سأدعوها جرائم الكلمة.

في شمال سورية هرب ما يزيد عن عشرة آلاف مواطن خوفاً من الدبابات والرصاص ولجئوا إلى تركيّا في دمشق أضعافهم هربوا من العنف المباح و لجئوا إلى بيوتهم والصمت.


*في الصورة ابتسامة استطاعت مخيمات اللجوء السوريّة في تركيا رسمها حين عجزت دمشق عن ذلك.

ليست هناك تعليقات: