2011/09/07

بحصة في أزقّة دمشق: سورية بخير !!!!!

تركنا حارات الدقّاق الحنونة متّجهين إلى الشارع الرئيسي، كنّا أنا وصديقي الثائر وأصدقاءه الآخرون نحاول الوصول إلى سياراتنا عندما وصل عَلِم أحددنا أن الأمن قد أغلق مخارج الميدان وهو الآن يمشّط المنطقة  بحثاً عن الغرباء عن الحيّ ويقوم باعتقالهم فكان من المستحيل خروجنا سالمين.
اصطحبنا أحد الشباب إلى منزله في حيّ القاعة المجاور لحيّ الميدان عبر الحارات القديمة المتّصلة ببعضها، ومشينا مجموعتين أملاً في عدم لفت الأنظار لكن ثيابنا الغريبة عن ثقافة الحيّ كانت عاجزة عن تبرئتنا.
كانت الحارات أشبه بساحاتِ حرب زجاج خشب حجارة كلّه مكسّر، وفي كلّ زاوية شخص يروي ما حدث معه الليلة بصوت منخفض، وفي زاوية أخرى أشخاص صامتون عرفنا بعدها أنّهم عيون تابعة للأمن من نفس سكان الحيّ. 
وصلنا إلى منزل الشاب استرحنا وتبادلنا الأسماء وحسابات الفيسبوك وتحدثنا عن مغامراتنا السابقة وأحلامنا المستقبليّة. اكتسبت يومها أصدقاء جدد، لكلّ منهم قصّة قد أقصّها عليكم يوماً أو لا " لأسباب أمنيّة ".
تم الإفراج عن الحي بعد منتصف الليل، خرجنا أنا وصديقي الثائر لنجد الشارع المقابل تماماً للشارع المشتعل ويدعى بالجزماتيّة مكتظّاً بالباعة والجائعين والكلّ يعيش رواية التلفزيون الرسمي السوري يأكلون ويتحرّكون ويضحكون وكأنّ " سورية بخير" ، وكأنّه لم يكن على بعد أقل من كيلومتر جرحى ومعتقلين ورصاص وغاز، وحدها حارات الدقّاق الحنونة نامت جريحة.
لا أُخفي عليكم يومها مشيت أنا وصديقي الثائر في الجزماتيّة وضحكنا وعدنا إلى المنزل بخير ، أجل بخير..

تمّت .

" يُقصد ب تمّت هنا قصّة الميدان فقط ، لا يزال في السلسة أزقّة أخرى "

ليست هناك تعليقات: